هذه مساهمة لمبادرة كلنا ليلى (أعرف أن لغتي العربية قد تكون ركيكة لأنني لم أكتب بالفصحى منذ أكثر من خمس سنوات إلا أنني أصريت على الكتابة بالعربية لأن المبادرة تعالج أمور المرأة العربية - فعذرا)
في مسرحية "فيلم أمريكي طويل" يصر رشيد أن "الهوية اللبنانية تووك - تووك" (مكررة مرتين للتأكيد) ليس لقلة الوطنية أو كرهاً بلبنان بل يأساً من الإنقسام الذي أصبح يتميز به اللبنانيون*.
كلبنانيون، نحن نعلم أنه ما زال ينقص بلدنا وقوانينه - وحتى ينقصنا نحن وعقليتنا - الكثير من التغييرات والتحديثات قبل أن نصل إلى مرحلة نستطيع فيها أن نُطَمئِن بالنا إلى أن بلادنا عادت أرض الحضارات بدل أن نستمر بالتغني 'على الأطلال' (أطلال السوليدير ربما) بأن بيروتنا كانت أم الشرائع - شرائعنا هذه التي لم تُحَدَّث منذ عشرات السنين.
وأحد هذه الشرائع والقوانين الذي يهمني شخصياً هو قانون الجنسية. ما زلت أنا كامرأة لبنانية أعيش في هذا القرن وفي بداية سنة ٢٠١٠ لا أستطيع أن أعطي جنسيتي اللبنانية لأولادي. الموضوع للأسف مُسَيًس جداً في لبنان و - ككل شيء - الإنقسام حوله كبير. البعض لا يريد أن يغير القوانين خوفاً من أن يفتح المجال أمام قانون جديد لتجنيس الفلطسنيين في لبنان (رغم أن معظم الخائفين من هذا القانون لا يطالبون بحق العودة ولا يعنيهم هذا الموضوع بتاتا). البعض الاخر يخاف أن يفتح المجال أمام قانون جديد يسمح بتجنيس أزواج اللبنانيات مما قد يؤدي إلى إستغلال رجال من جنسيات عربية للنساء اللبنانيات عبر الاقتران بهنّ من أجل جنسيتهن (أخبرني هذه الحجة صديق لي ولم يقتنع بتأكيدي بأن النساء اللبنانيات لسن ساذجات أو 'إنو شو جيين أصلاً هل رجال من هالجنسية اللبنانية؟'). أما آخر نوع من الحجج يتعلق بنظرة المجتمع الذكوري لنا واعتبارنا كنساء بشر من الدرجة الثانية لا حق أو ضرورة لنا بتوريث جنسيتنا (أو دياناتنا** أومكاناتنا في المجتمع أو أسماء عائلاتنا) لأولادنا. كل هذه حجج لا تقنعني بل تشعرني أن مجتمعنا الذكوري يستسهل الاستخفاف بنساءه.
ولن تقنعني أية حجة أخرى لأنني لست مواطنة ولا إنسانة من الدرجة الثانية. يحق لي كإمرأة أن أعطي جنسيتي لأولادي, أبناء وبنات هذا البلد وأفراد هذا المجتمع, لأنه لولا حملي لهم ما كانوا ليكونوا, ولولا تربيتي لهم ما كانوا نشؤواعلى حبه. قد آن الأوان أن أعامل على هذا الأساس وأعطى حقي الطبيعي.
قد تكون الهوية اللبنانية مازالت تووك، لكنها الهوية التي أريد أن أعطي لأبنائي.
* تدور أحداث المسرحية في ثمانينات القرن الماضي إلا أن أبطال القصة وأفكارهم للأسف يصلحون لأن يكونوا جزءا من زمننا هذا
** ما عدا الديانة اليهودية
Update: Article in Daily Star
في مسرحية "فيلم أمريكي طويل" يصر رشيد أن "الهوية اللبنانية تووك - تووك" (مكررة مرتين للتأكيد) ليس لقلة الوطنية أو كرهاً بلبنان بل يأساً من الإنقسام الذي أصبح يتميز به اللبنانيون*.
كلبنانيون، نحن نعلم أنه ما زال ينقص بلدنا وقوانينه - وحتى ينقصنا نحن وعقليتنا - الكثير من التغييرات والتحديثات قبل أن نصل إلى مرحلة نستطيع فيها أن نُطَمئِن بالنا إلى أن بلادنا عادت أرض الحضارات بدل أن نستمر بالتغني 'على الأطلال' (أطلال السوليدير ربما) بأن بيروتنا كانت أم الشرائع - شرائعنا هذه التي لم تُحَدَّث منذ عشرات السنين.
وأحد هذه الشرائع والقوانين الذي يهمني شخصياً هو قانون الجنسية. ما زلت أنا كامرأة لبنانية أعيش في هذا القرن وفي بداية سنة ٢٠١٠ لا أستطيع أن أعطي جنسيتي اللبنانية لأولادي. الموضوع للأسف مُسَيًس جداً في لبنان و - ككل شيء - الإنقسام حوله كبير. البعض لا يريد أن يغير القوانين خوفاً من أن يفتح المجال أمام قانون جديد لتجنيس الفلطسنيين في لبنان (رغم أن معظم الخائفين من هذا القانون لا يطالبون بحق العودة ولا يعنيهم هذا الموضوع بتاتا). البعض الاخر يخاف أن يفتح المجال أمام قانون جديد يسمح بتجنيس أزواج اللبنانيات مما قد يؤدي إلى إستغلال رجال من جنسيات عربية للنساء اللبنانيات عبر الاقتران بهنّ من أجل جنسيتهن (أخبرني هذه الحجة صديق لي ولم يقتنع بتأكيدي بأن النساء اللبنانيات لسن ساذجات أو 'إنو شو جيين أصلاً هل رجال من هالجنسية اللبنانية؟'). أما آخر نوع من الحجج يتعلق بنظرة المجتمع الذكوري لنا واعتبارنا كنساء بشر من الدرجة الثانية لا حق أو ضرورة لنا بتوريث جنسيتنا (أو دياناتنا** أومكاناتنا في المجتمع أو أسماء عائلاتنا) لأولادنا. كل هذه حجج لا تقنعني بل تشعرني أن مجتمعنا الذكوري يستسهل الاستخفاف بنساءه.
ولن تقنعني أية حجة أخرى لأنني لست مواطنة ولا إنسانة من الدرجة الثانية. يحق لي كإمرأة أن أعطي جنسيتي لأولادي, أبناء وبنات هذا البلد وأفراد هذا المجتمع, لأنه لولا حملي لهم ما كانوا ليكونوا, ولولا تربيتي لهم ما كانوا نشؤواعلى حبه. قد آن الأوان أن أعامل على هذا الأساس وأعطى حقي الطبيعي.
قد تكون الهوية اللبنانية مازالت تووك، لكنها الهوية التي أريد أن أعطي لأبنائي.
* تدور أحداث المسرحية في ثمانينات القرن الماضي إلا أن أبطال القصة وأفكارهم للأسف يصلحون لأن يكونوا جزءا من زمننا هذا
** ما عدا الديانة اليهودية
Update: Article in Daily Star